في العقود القليلة الماضية، تحولت الصراعات في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم إلى مستويات دون-وطنية، كثيراً ما تتغذى على الهوية أو دوافع مماثلة. ومع صعود الميليشيات والحكومات المحلية، تلعب الدول المركزية دوراً أقل أهمية.
وفي هذا السياق، يكتسي المجتمع المدني أهمية خاصة. حيث يشكل قادة المجتمعات المحلية، ومصادر الإعلام البديلة، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، عناصر محورية في هذا المشهد الجديد. هذا الفهم للطريقة التي تشن بها الصراعات اليوم يؤطر تدخل “إمباكت”. حيث يهدف برنامجنا لبناء السلام والحوار إلى معالجة الصراعات على الصعيد الإقليمي دون-الوطني، فضلاً عن الصعيد الوطني. وللإطلاع على الحقائق المعقدة دون الوطنية للصراع، نركز على المسارين الثاني والثالث من الدبلوماسية.
تعتمد تدخلات امباكت على الوصول الفريد إلى الأرض الذي يوفره فريقنا الميداني والخبراء المحليين الذين نعمل معهم. تركز إستجابتنا على المجتمعات المحلية و تأخذ توجهاً محليً، بهدف المساعدة في بناء سلام دائم. اعتماداً على نقاط القوة هذه، نركز عملنا على الصراع السوري، لا سيما في الشمال الشرقي.
بناء على ذلك، نطلق ضمن هذا البرنامج مشاريعَ متركزة حول قضايا لدينا خبرات فيها ويمكن أن تساهم في حلها. حيث نبني على المعرفة المحلية على جميع مستويات التدخل، كما نعزز هذه المعرفة عن طريق إجراء بحوث شاملة والقيام بزيارات ميدانية لضمان بدء كل مشروع بفهم كامل للحالة وعلاقات جيدة مع أصحاب المصلحة المحليين والإقليميين.