خلفية البرنامج
منذ انتفاضة ٢٠١١، عملت الجهات الفاعلة المدنية على خدمة المجتمع السوري في ظروف بالغة الصعوبة. إن طبيعة النزاع تعني أن منظمات المجتمع المدني اضطرت للتكيف باستمرار مع البيئات المتغيرة، وكثيرا ما تبنت أدواراً ومجالات جديدة للتدخل.
وفي هذا المشهد الديناميكي، فإن التوثيق يشكل أهمية بالغة. لذلك تقوم ايمباكت بعملية مسح مستمرة لمنظمات المجتمع المدني السورية منذ عام ٢٠١٥، ونشرت أربعة تقارير بحثية رئيسية حتى الآن، فضلا عن العديد من الأوراق ذات الصلة.
يوثق برنامج المسح المجتمع المدني السوري باستمرار ، حيث يكشف التوجهات والصعوبات، مع الحفاظ على معلومات حديثة يمكن للأطراف المهتمة الوصول إليها.
يهدف البرنامج إلى تحديد التوجهات في المنظمات والعوامل التي تشكل عملها، وذلك بغية تحقيق الهدف النهائي المتمثل في تمكين أصحاب المصلحة المختلفين من فهم أفضل للبيئة التنظيمية التي يعملون فيها لوضع سياسات أكثر ملاءمة.
من هم المشمولون في المسح؟
نعتمد في برنامج مسح المجتمع المدني التعريف المعتمد من قبل إطار العمل الخاص بمبادئ الأمم المتحدة التوجيهية لمنظمات المجتمع المدني، على أنه ” كيانات طوعية غير تابعة للدولة أو ساعية للربح يشكلها أفرادٌ ينشطون في المجال الاجتماعي المستقلِّ عن الدولة أو السوق “
ونرى أن منظمات المجتمع المدني هي الممثل الرئيسي لهياكل المجتمع المدني. ويستثني البرنامج أشكال المجتمع المدني غيرِ المنظمةِ مثل المبادرات الشعبية والهياكل الحكومية البديلة التي برزت في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة المركزية وتتولى مسؤوليات مرتبطة تقليدياً بالمنظمات الحكومية مثل المجالس المحلية ومديريات الصحة والتعليم والمحاكم المحلية. كما يستثني المسح المنظمات المُشَكَّلة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك وسائل الإعلام التقليدية (مثل الصحف وقنوات الراديو والتلفزيون)، إذ عادة ما تملك هذه المنظمات هياكلاً وأهدافاً تتطلب إجراء تحليلٍ قائمٍ بذاته.
كيف نقوم بالمسح؟
تعتمد ايمباكت على شبكة تضم أكثر من ٢٠ راصداً/ة ميدانيين في سوريا والدول المجاورة لجمع البيانات من الأرض. ويتلقى جميع أفراد الفريق تدريباً على أساليب جمع البيانات، كما يتم إطلاعهم/ن على الغرض من المشروع، و تزويدهم/ن بمبادئ توجيهية مكتوبة ومفصلة حول كيفية اجراء المسح.
ويتم جمع معظم البيانات من خلال أداة مسح مصممة خصيصاً لغرض المشروع. وتعتمد هذه الاداة على آلية الإبلاغ الذاتي من جانب المنظمات المشاركة. و تأخذ أداة المسح شكل استبيانٍ مؤلفٍ من مجموعة اسئلة متعددة الخيارات يتم تنفيذه من خلال مقابلات مباشرة مع أعضاء بارزين في منظمات المجتمع المدني الناشطة في كل منطقة من المناطق المستهدفة. تشمل الاسئلة مجموعة متنوعة من الجوانب المتصلة بعمل المنظمات، مثل مواقع النشاط ، ومجالات العمل، و الوضع القانوني، وحجم الموظفين، والقدرة المالية، ومصادر التمويل.
وتستخدم امباكت أيضا مصادر ثانوية لتحديد منظمات المجتمع المدني التي لم تتمكن المجموعة الأولية من الوصول إليها. ولهذا السبب، نعتمد على المعلومات المتاحة للجمهور، مثل وسائل التواصل الاجتماعي وقواعد البيانات.
تقوم امباكت باجراء مرحلة جديدة من المسح كل سنتين. حيث ينتج عن كل مرحلة قاعدة بيانات شاملة وتقرير تحليلي. حيث تشمل قاعدة البيانات بيانات مفصلة عن عمل منظمات المجتمع المدني على شكل قوائم وخرائط ومخططات تفاعلية، يتم إدارتها من قبل فريق ايمباكت، مع تقييد الوصول لضمان أمن و خصوصية البيانات. ويحق للأطراف المعنية، كالجهات المانحة أو المنظمات غير الحكومية الدولية أو منظمات المجتمع المدني السورية، الحصول على طلب وصول لقاعدة البيانات رهناً بالمصداقية وبعد التحقق من شرعية الجهة المقدمة للطلب.
في حين تقدم التقارير التحليلية للمسح وصفاُ نوعياُ لمشهد المجتمع المدني فيما يتعلق بمواضيع محددة. حيث تشمل تحليلاُ لأبرز التوجهات و الخصائص المتعلقة بعمل المجتمع المدني، فضلاً عن العوامل السياسية والأمنية وغيرها من العوامل التي تشكل نطاق عمل منظمات المجتمع المدني.
من يمكن ان يستفيد من المسح؟
نرحب بالمنظمات والأفراد لاستخدام أبحاثنا لتحديد الشركاء المحتملين داخل سوريا وتصميم برامج الدعم ولأغراض بحثية مستقلة.
وينقسم المستفيدون من المسح إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
منظمات المجتمع المدني السورية
نرحب بمنظمات المجتمع المدني العاملة في سوريا لاستخدام المسح لمعرفة المزيد عن المشهد بشكل عام. كما نشجع المنظمات الراغبة في التواصل فيما بينها لتجميع الموارد أو إيجاد شركاء محتملين للمشاريع على الاستفادة من أرشيفنا. في نهاية كل مرحلة من مراحل المشروع، تنشر إمباكت بعض التوصيات لمنظمات المجتمع المدني في سوريا, بهدف مساعدة لمنظمات في العثور على اقتراحات تساهم في زيادة الفعالية إلى الحد الأقصى.
المنظمات غير الحكومية الدولية، وصناع السياسات، والوكالات المانحة
يوفر المسح مجموعة واسعة من البيانات للجهات الفاعلة الدولية العاملة في سوريا. ومن خلال إيضاح صورة دقيقة وحديثة للمجتمع المدني السوري، فإننا نهدف إلى توفير المعلومات اللازمة لتصميم البرامج ذات الصلة وتيسير اكتشاف شركاء محليين للمنظمات غير الحكومية الدولية وغيرهم من أصحاب المصلحة.
الباحثون والممارسون
بإمكان الباحثين والممارسين المهتمين بسوريا إستخدام بياناتنا لإثراء فهمهم لساحة المجتمع المدني.
مراحل المسح
المرحلة الرابعة 2021:
مراكز ام فقاعات: المجتمع المدني السوري بعد عقد من الصراع
ملخص
شهدت الفترة منذ عام 2018 تغييراً كبيراً في السياق السوري. ومنذ هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أتاح تراجع مستوى العنف جمع المزيد من البيانات في برنامج المسح. في المجموع، شاركت 767 منظمة من منظمات المجتمع المدني في المرحلة الرابعة من البرنامج. وقد تمكنت امباكت من الوصول إلى المزيد من المنظمات والشبكات، مما وفر صورة أكمل عن مشهد منظمات المجتمع المدني.
أكثر من أي وقت مضى، يتحدد المجتمع المدني السوري بمناطق السيطرة، و التي تحولت من مناطق نفوذ إلى خطوط تقسيم واضحة، حيث شهدت السنوات الثلاث الأخيرة ثلاث قوى متميزة في سورية. ففي الشمال الغربي، تشكل تركيا القوة المهيمنة، أما الشمال الشرقي فيقع تحت سيطرة الادارة الذاتية. وفي باقي أنحاء البلاد، تبقى السلطة في يد الحكومة السورية، التي إستعادت العديد من معاقل المعارضة في أعقاب سقوط تنظيم “الدولة الإسلامية”.
تعمل هذه الأقاليم كبيئات متميزة للمجتمع المدني مع قدر ضئيل للغاية من التداخل، حيث أن واحد في المئة فقط من منظمات المجتمع المدني تعمل في أكثر من منطقة سيطرة، وذلك نتيجة مخاوف متعلقة بالأمن والتمويل وغيرها من التحديات.
مراكز ام فقاعات: المجتمع المدني السوري بعد عقد من الصراع
المرحلة الثالة 2019:
التغييرات في السياقات والتوجهات في المجتمع المدني السوري
ملخص
في الفترة الواقعة ما بين عامي 2017 و 2018 ، كانت خارطة القوى المسيطرة في سوريا تتغير بشكل جذري، حيث تمكنت الحكومة السورية من استعادة مناطق واسعة من سيطرة قوى المعارضة، فيما نجحت قوات سوريا الديمقراطية، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من شمال شرق سوريا. أما تركيا والجماعات المسلحة المعارضة المتحالفة معها فقد قادت عمليتين عسكريتين للسيطرة على الأجزاء الشمالية من البلاد، وتحديداً ريف حلب الشمالي على طول الحدود مع تركيا. وفي الشمال الغربي، أدى تأسيس وتوسيع هيئة تحرير الشام، وهي تحالف بين عدد من الفصائل الجهادية المسلحة، إلى تحول في الهياكل السياسية وطبيعة الحكم في المنطقة. لقد غيرت هذه التطورات وبشكل كامل خارطة السيطرة في سوريا مقارنةً مع ما كان عليه الوضع في عام 2016 ، وهو ما انعكس بشكل مباشر وغير مباشر على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والسياسية والمدنية هناك. وبطبيعة الحال، تأثرت منظمات المجتمع المدني السورية العاملة في داخل سوريا وخارجها بدورها بهذه التغييرات.
يلقي هذا التقرير الضوء على وضع منظمات المجتمع المدني السورية المتواجدة في مناطق السيطرة المختلفة، وذلك على أساس الخارطة الجغرافية والسياسية الجديدة التي أعيد تشكيلها تحت وطأة هذه التطورات العسكرية
التغييرات في السياقات والتوجهات في المجتمع المدني السوري – مسح منظمات المجتمع المدني المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية 2017:
المجتمع المدني السوري: الواقع و التحديات
ملخص
بعد عقود من غياب لدور منظمات المجتمع المدني واقتصارها على الشكل الجمعياتي، عاد المجتمع المدني للظهور مرة أخرى بفعل انتفاضة آذار 2011. في سياق هذه الحراك بدأت منظمات المجتمع المدني بالظهور والتنامي بشكل مكثف ليتجاوز عددها خلال ست سنوات عددها خلال نصف قرن من 1959 وحتى 2010. تعددت أسباب ظهور هذه المنظمات، فمنها ما ظهر لغايات مرتبطة بالعنف الناشئ مثل توثيق الانتهاكات والإغاثة بجميع أشكالها ومنها ما ظهر لغايات مرتبطة بتأمين فرص عمل للشباب الهارب وخصوصاً في دول الجوار. كما انكسر احتكار المحافظتين الكبريين دمشق وحلب لهذه المنظمات لتنتشر في دول الجوار وفي أغلب محافظات سوريا (باستثناء الرقة ودير الزور الخاضعتان لسيطرة تنظيم داعش، حيث كان عدد المنظمات فيها قليل جداً بفعل الاضطهاد التي تتعرض له هذه المنظمات فيها).
كما بدأت هذه المنظمات بتشكيل شبكات وتحالفات تساعدها في عمليات المناصرة وتنسيق الاستجابات، لا بل تجاوزتها إلى حد تشكيل رابطة لهذه الشبكات مجتمعة.
يوضح هذه التقرير شكل المجتمع المدني السوري بتقسيماته الثلاثة: المنظمات العاملة في أراضي الحكومة السورية والمنظمات العاملة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة و في مناطق الادارة الذاتية (شمال شرق سوريا )
Syrian civil society: Reality and Challenges – Mapping Phase II
المرحلة الأولى 2015:
مسح منظمات المجتع المدني السوري
ملخص
بعد سنوات طويلة من الاستبداد والسيطرة على مرافق الحياة الخاصة والعامة في سوريا، تميزت الأعوام الخمس التي تلت الانتفاضة السورية في منتصف آذار 2011 بظهور عدد ضخم من المجموعات المدنية الناشطة في مختلف المجالات. لذلك قامت منظمة امباكت (سابقاً مواطنون من أجل سوريا) بإجراء مسح ميداني شامل لكافة المناطق السورية ودول الجوار بهدف إعطاء تصور عام عن وضع الحراك المدني السوري ونشاطه ضمن خطة من عدة مراحل تستهدف التعريف بالحراك المدني ودعمه.
شمل المسح أكثر من 900 جهة مدنية، تمت دراسة 802 منها حيث اعتمدت منهجية دقيقة في جمع البيانات، تصنيفها وتدقيقها. أظهر البحث استئثار الإغاثة والإعلام والمناصرة بأكبر عدد من المنظمات تليها التنمية والصحة والأبحاث وثم بقية التخصصات من خدمات اجتماعية وحقوق الإنسان والثقافة والفن. وأوضح البحث اختلافا في التخصصات بين المنظمات التي تعمل في الخارج وتلك العاملة في الداخل، فعلى سبيل المثال تعمل أكثر المنظمات المتخصصة بالبحث خارج الأراضي السورية.
Mapping Civil Society in Syria – Phase I
تقارير إضافية
الرقة و ديرالزور
مع تغير خطوط السيطرة، تبرز طواهرمختلفة للمجتمع المدني. لهذا قامت امباكت بإنتاج تقريرين مخصصين عن البيئات المحددة للمجتمع المدني في كل من دير الزور والرقة.
المجتمع المدني في ديرالزور: الواقع والتحديات
مشهد المجتمع المدني في الرقة و محيطها
قامت ايمباكت بإجراء مسح لمنظمات المجتمع المدني السورية في ألمانيا. و سنقوم بنشرتقارير أخرى في هذا الصدد قريباً.
https://impactres.org/mapping-in-germany-1/
منشورات مسح منظمات المجتمع المدني
مراكز أم فقاعات: المجتمع المدني السوري بعد عقد من الصراع
التغييرات في السياقات والتوجهات في المجتمع المدني السوري – مسح منظمات المجتمع المدني المرحلة الثالثة
المجتمع المدني في ديرالزور: الواقع والتحديات
مشهد المجتمع المدني في الرقة و محيطها
