الملخص التنفيذي
بعد عقود من غياب لدور منظمات المجتمع المدني واقتصارها على الشكل الجمعياتي، عاد المجتمع المدني للظهور مرة أخرى بفعل انتفاضة آذار 2011. في سياق هذه الحراك بدأت منظمات المجتمع المدني بالظهور والتنامي بشكل مكثف ليتجاوز عددها خلال ست سنوات عددها خلال نصف قرن من 1959 وحتى 2010. تعددت أسباب ظهور هذه المنظمات، فمنها ما ظهر لغايات مرتبطة بالعنف الناشئ مثل توثيق الانتهاكات والإغاثة بجميع أشكالها ومنها ما ظهر لغايات مرتبطة بتأمين فرص عمل للشباب الهارب وخصوصاً في دول الجوار. كما انكسر احتكار المحافظتين الكبريين دمشق وحلب لهذه المنظمات لتنتشر في دول الجوار وفي أغلب محافظات سوريا (باستثناء الرقة ودير الزور الخاضعتان لسيطرة تنظيم داعش، حيث كان عدد المنظمات فيها قليل جداً بفعل الاضطهاد التي تتعرض له هذه المنظمات فيها).
كما بدأت هذه المنظمات بتشكيل شبكات وتحالفات تساعدها في عمليات المناصرة وتنسيق الاستجابات، لا بل تجاوزتها إلى حد تشكيل رابطة لهذه الشبكات مجتمعة.
يوضح هذه التقرير شكل المجتمع المدني السوري بتقسيماته الثلاثة: المنظمات العاملة في أراضي الحكومة السورية والمنظمات العاملة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة و في مناطق الادارة الذاتية (شمال شرق سوريا ).
يبقى أن هذا المسح هو الأول من نوعه وسيكون هناك مسوحات متتابعة تسمح بتوثيق أشمل وأعمل لهذا القطاع المهم