مشهد المجتمع المدني في الرقة و محيطها

يسعى هذا التقرير إلى تقييم الوضع العام للمجتمع المدني في الرقة، مع أخذ خصوصية المنطقة و تاريخها الراهن بعين الاعتبار.
المحتوى

خلفية:

عانت محافظة الرقة على مدى عقود طويلة من التهميش كغيرها من المحافظات السورية النامية. في شهر آذار من عام 2013 كانت الرقة أول محافظة تخرج بالكامل عن سيطرة النظام و تقع تحت سيطرة قوات المعارضة المسلحة  و تحت ضغط الحاجة إلى الخدمات و  في ظل غياب رقابة النظام السوري بدأت تتشكل حركة مجتمع مدني نشطة في المنطقة. خلال فترة قصيرة ظهرت العديد من المنظمات الناشئة و التي بدأت بالعمل في مجالات مختلفة من إعادة تأهيل الخدمات الأساسية إلى توفير النشاطات المجتمعية مثل برامج الدعم النفسي و الاجتماعي و برامج دعم النساء و الفئات المستضعفة. و ترافق ذلك بتشكيل عدد من المجالس المحلية في مدن و بلدات المحافظة بالإضافة إلى مجلس محافظة الرقة و الذي شكل لفترة السلطة التنفيذية الأبرز في المنطقة. 

تزامن ذلك مع بدايات تشكيل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” وامتداده تجاه مناطق سوريّة مختلفة. خلال منتصف عام 2013 و أثناء محاولات التنظيم المتعددة للسيطرة على المنطقة حصلت عدة عمليات خطف واغتيال لشخصيّات معروفة في الوسط الأهلي المحلي و الذي دفع بالكثير من الناشطين إلى توقيف أعمالهم أو النزوح إلى تركيا.

مع بدايات عام 2014 تراجعت القوات المسيطرة على المنطقة تحت ضغط و تهديد قوات تنظيم الدولة الإسلامية و التي انتهت بسيطرة التنظيم على كامل المحافظة وإعلانها عاصمة الدولة الإسلامية في كانون الثاني 2014 و تدريجياً تم القضاء على كافة مؤهلات العمل المدني في المنطقة ما عدا بعض المجموعات التي بقيت تعمل بصمت و بسرية تامة. 

في نهاية عام 2017 و مع تقدم قوات سوريا الديمقراطية بدأ تنظيم الدولة بالانحسار و بدأت علائم المجتمع المدني بالظهور مرة أخرى و بدأ ناشطو المدينة المدنيين بالعودة للعمل تدريجيا مع استقرار المنطقة  وتأسيس منظمات ومبادرات مختلفة للاستجابة لحاجيات المنطقة من خدمات وغيرها. خلال عدة أشهر وصل عدد المنظمات العاملة في المنطقة من محلية و سورية و دولية إلى ما يزيد عن 30 منظمة.

في شهر تشرين الأول من عام  2017 وبعد تحرير المدينة بالكامل من قوات تنظيم داعش بدأ فريق منتدى العمل المدني بالعمل في المنطقة بإطلاق مبادرة شارك لدعم المجتمع المدني. عملت المبادرة على جمع ممثلين عن المنظمات العاملة في المنطقة من خلال إجتماعات عامة و ورشات عمل مصغرة مع التركيز على تحديد أولويات العمل و مجالات العمل و التخصص بناء على توجه المنظمات و أهدافها و احتياجات المنطقة والمجتمع المحلي. و كان من أهم مخرجات المبادرة إنشاء شجرة الاحتياجات على مستوى العمل المدني في كل منطقة، ومناطق التدخل، ودراسة الصعوبات والمعوقات وتحليل الوضع الآني وإدراج المبادرات والمشاريع كمقترحات ضمن خطة العمل والنشاطات المقبلة للمبادرة.

بناء على مخرجات مبادرة شارك بدأ الفريق بالعمل على توسيع المبادرة إلى شكل أكثر استدامة و من هنا بدأ العمل على فكرة المركز كحاضنة للأفراد والمنظمات العاملة في المنطقة لتقديم طيف واسع من الخدمات بهدف تطوير قدرات هذه المؤسسات و بناء مساحة مشتركة للعمل المدني من خلال افتتاح مركز رئيسي في مدينة الرقة و مركز فرعي في مدينة الطبقة.

 

التوصيات:

  • ضرورة العمل مع المنظمات المحلية من خلال ورشات عمل تشاركية على تحديد مجالات العمل و التخصص مع الأخذ بعين الاعتبار الفئات المستهدفة والاحتياجات المجتمعية.
  • العمل بالتعاون مع كافة الشركاء و أصحاب المصلحة على رفع مستوى الوعي بأهمية النهج التشاركي و المشاركة المجتمعية  في تحديد أولويات و مناهج العمل.
  • بناء و تطوير أقنية التواصل والعمل المشترك بين المنظمات المحلية وغير المحلية خاصة تلك العاملة في مجالات متشابهة لتجنب خلق حالة من المنافسة و للتحفيز باتجاه مشاركة الخبرات و الموارد بما يضمن الفائدة القصوى و زيادة فعالية و كفاءة العمل المدني بشكل عام.
  • التعاون مع السلطات المحلية بغرض المساهمة في تسريع و تسهيل إجراءات التسجيل و التراخيص القانونية. 
  • تشجيع المنظمات الدولية و المانحين على فسح المجال للمنظمات المحلية للعمل باستقلالية أكبر بما يخص توجهات العمل و اختيار المشاريع مع ضرورة أخذ احتياجات المجتمع المحلي بعين الاعتبار عند تصميم المنح و المشاريع
Scroll to Top