يمكن تقصي تاريخ المجتمع المدني في شمال شرق سوريا إلى ما قبل انتفاضة 2011، و التي تعتبر إلى حد كبير نقطة اعادة احياء المجتمع المدني السوري. خلال العقد المنصرم، ساهمت مجموعة من التغيرات الجذرية السياسية والأمنية في خلق بيئة فريدة للعمل المدني في المنطقة.
إن ارتفاع عدد ودور المنظمات المحلية، وازدياد الاهتمام بالمنطقة من الجهات الفاعلية الدولية، ومجموعة من العوامل السياقية الخارجية، كلها عوامل تساهم في تشكيل مساحة العمل المدني بشكلها الحالي، و تدفع نحو ضرورة النظر عن كثب لهذه الديناميكيات، و ذلك بغرض تشكيل فهم أوضح و أكثر دقة لهذا السياق و بالتالي القدرة على تصميم برامج أكثر ملائمة.
بشكل أكثر تحديداً، من الضروري فهم كيف تبدو السماحة المدنية في شمال شرق سوريا اليوم؟ و ماهي العلاقة بين المجتمع المدني المنظم و الناشطية المدنية؟ و كيف ترتبط و تعكس هذه المساحة تطلعات و دوافع وتخوفات الافراد ضمنها؟
تهدف مجموعة الأوراق هذه إلى الإجابة على هذه الاسئلة من خلال النظرإلى الأفراد الذين يشكلونها وتحليل آرائهم ووجهات نظرهم بما يتعلق بدور ومساحة المجتمع المدني، و السياق العملياتي الحالي، و الناشطية، والرفاه وواجب الرعاية، بالإضافة إلى دوافعهم الشخصية و تطلعاتهم المستقبلية. و ذلك استناداً على بيانات من استقصاء آراء العاملين والعاملات في منظمات المجتمع المدني في شمال شرق سوريا، والذي تم اجراؤه من قبل امباكت عبر مراكز دعم المجتمع المدني في نيسان/أبريل 2022.
علاوة على ذلك، وبهدف تقديم خلفية سياقية، تتضمن مجموعة الأوراق هذه ورقة بحثية تم تطويرها من قبل امباكت في 2021، و التي تركز على توجهات التمويل والعلاقات بين أصحاب المصلحة المختلفين بما في ذلك منظمات المجتمع المدني المحلية والمنظمات غير الحكومية الدولية و الجهات المانحة و السلطات المحلية. كما تقدم الورقة مجموعة من التوصيات و الخطوات لضمان زيادة التخصيص المحلي للمساعدات